الحرب الأوكرانية تدفع كوريا الجنوبية للتخلي عن خطة التخلص من الوقود النووي
الحرب الأوكرانية تدفع كوريا الجنوبية للتخلي عن خطة التخلص من الوقود النووي
ستعمل الحكومة القادمة لكوريا الجنوبية على عكس خطة التخلص التدريجي من الطاقة النووية في البلاد، بعد أن تعرضت لانتقادات لتكثيف اعتماد الدولة الواقعة في شرق آسيا على الوقود الأحفوري، وفقا لصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس السياسة في اللجنة الانتقالية للرئيس المنتخب، يون سوك يول، وون هي- ريونغ، إن دفع الرئيس المنتهية ولايته “مون جاي إن” لخفض حصة الطاقة النووية في مزيج الطاقة في كوريا الجنوبية، أدى إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وهدد بزيادة فواتير الطاقة.
وقال ريونغ: "حياد الكربون، الذي وعدت به الدولة بالفعل للمجتمع الدولي، هو الطريق الذي يجب أن نسلكه، لكن استنتاجنا المبدئي هو أن إدارة (يول) تحتاج إلى وضع خطط جديدة صادقة وواقعية ومسؤولة".
وبسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وكذلك جائحة فيروس كورونا، اقترح "ريونغ" أيضًا أن التزام مون لكوريا الجنوبية بتحقيق صافي حياد الكربون بحلول عام 2050 لا يمكن اعتباره "ثابتًا" في مواجهة الأزمات العالمية.
وقال أستاذ الهندسة النووية في جامعة هانيانغ في سيول كيم يونغ سو، إن الحرب في أوكرانيا كشفت أن سياسة "مون جاي" النووية غير قابلة للاستمرار.
وقال سو: "لقد برز أمن الطاقة وارتفاع أسعار الطاقة في المقدمة منذ الأزمة الأوكرانية".
وتعد كوريا الجنوبية واحدة من أكبر 5 مستوردين للوقود الأحفوري في العالم، وفقًا لـ Ember، وهي مؤسسة فكرية بيئية، فإن أكثر من 20% من واردات الفحم في البلاد في عام 2020 جاءت من روسيا.
وقال مسؤول في كوريا ويسترن باور لصحيفة "فايننشيال تايمز" إن الشركة لم تقم بأي عمليات شراء إضافية للفحم الروسي منذ غزو أوكرانيا.
وأضاف، "نتابع العقود الحالية لكننا توقفنا عن إبرام أي عقود جديدة مع روسيا بسبب مخاوف بشأن المدفوعات المستقبلية بسبب العقوبات الدولية".
وعلى الجانب الآخر، تمتلك كوريا الجنوبية أعلى كثافة للمفاعلات النووية في العالم، حيث تقع معظم مفاعلاتها البالغ عددها 24 في مجمعين في الجنوب الشرقي الصناعي للبلاد.
في عام 2019، أنتجت مفاعلاتها 139 تيراواط / ساعة من الكهرباء، مما جعل كوريا الجنوبية خامس أكبر منتج للطاقة النووية في العالم.
وتمثل الطاقة النووية 26% من إجمالي توليد الكهرباء في البلاد، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وبموجب خطة "جاي" للتخلص التدريجي من الطاقة النووية، كان من المقرر تعليق بناء المحطات بينما كان من المقرر إيقاف تشغيل المحطات القديمة، بهدف تقليل عدد المفاعلات التشغيلية إلى 17 مفاعلًا بحلول عام 2034.
ويشير المدافعون الكوريون عن الاستبعاد التدريجي إلى كارثة فوكوشيما النووية عام 2011 في اليابان وقرار ألمانيا بالتخلص من الطاقة النووية تمامًا، لكن النقاد المحليين أشاروا إلى ندرة مصادر الطاقة البديلة.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، في عام 2019، شكل الفحم 42% والغاز الطبيعي 25% من مزيج الطاقة في كوريا الجنوبية.
ووجدت مراجعة أجرتها Ember أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح شكلت 4.7% فقط من توليد الكهرباء في كوريا الجنوبية في عام 2021، أي أقل من نصف المتوسط العالمي.
وقال المدير الإداري لمنظمة Solutions For Our Climate، جوجين كيم، وهي منظمة بيئية مقرها سيئول: "بينما تتحرك الاقتصادات المتقدمة بسرعة نحو مستقبل يعمل بالطاقة المتجددة، تظل كوريا الجنوبية مرتبطة إلى حد كبير بنموذج طاقة يعتمد على الطاقة الأحفورية القذرة".
وأضاف: "واحدة من أكبر العقبات هي شركة كيبكو المملوكة للدولة، والتي تحتكر بحكم الأمر الواقع قطاع الطاقة ولديها مصالح خاصة في الحفاظ على أصول الوقود الأحفوري القديمة".
وفي فبراير، أشار يول، إلى رهان فرنسا الكبير على الطاقة النووية، وإدراج الاتحاد الأوروبي للطاقة النووية في "التصنيف الأخضر" لدعم سياسته المؤيدة للطاقة النووية.
وكتب “يول” على صفحته على فيسبوك خلال الحملة الانتخابية: "قلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلماته عن التخلص التدريجي من الطاقة النووية، قبل 5 سنوات وأعلن، تحولًا إلى الطاقة النووية".